قال الشيخ العلامة الشيخ / أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله - في منظومته: " تضرع إلى الرب الجليل أن يكتب السلامة يوم الرحيل "

قال الشيخ العلامة الشيخ / أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله -
في منظومته: ""تضرع إلى الرب الجليل أن يكتب السلامة يوم الرحيل"":
أُعزِّيكِ يا نَفسِي بِنَفْسِي فَإِنْ أَكُنْ .. .. لِدُنيَايَ عَنْ أُخْرَايَ آثَرْتُ فَاعَلَمِي
.
بِأنَّ عَذَابَ النَّارِ لَيْسَ بِمُنْقَضٍ .. .. وَمَا مُتْعَة عَجْلَى لِعُمْرٍ مُهَدَّمٍ
.
وَمَا عُمْرُ أَلْفٍ فِي خُلُودٍ مُؤَبَّدٍ .. .. بنارٍ شديدٍ حرُّها بِتَضَرُّمِ
.
يُسَاقُ إِلَيْهَا المُجْرِمُونَ ولَحْظُهُمْ (أي نظرهم) .. .. إَِليْهَا خَفيٌّ ذِلةً بِتَنَدُّمِ
.
يَودُّونَ أَنْ لَوُ اُرْجِعُوا وَلَوِ اُفْتَدَوْا .. .. بِشَيْءٍ وَأَنَّى الاِفْتِدَاءُ لِمُجْرِمِ
.
وَيُلْقَى بِهَا الشَّخْصُ الكَفُورُ فيَتَّقِي .. .. حَرَارَتَها بِالْحَاجِبَيْن وَبِالْفَمِ
.
تُغَلُّ بِهَا أيْدِيهِمُ وَلَهُمْ بِهَا .. .. قُيُودٌ ثِقَالٌ مِنْ حَديدٍ جَهَنَّمِيٍّ
.
ويُسْلَكُ كُلٌّ مِنْهُمُ فِي سَلاَسِلٍ .. .. وتُدْخَلُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ وَإِلَى الفَمِ
.
لَهُمْ ظُلَلٌ مِنْ فَوْقِهِمْ وَكَذَا لَهُمْ .. .. مِهَادٌ مِنَ النِّيرَانِ يَا بِئْسَ مَقْدَمِ
.
طَعَامُهُمُ الزَّقُّومُ فِيهَا وَتَارَةً .. .. طَعَامُهُمُ الغِسْلِينُ قُبْحًا لِمَطْعَمِ
.
شَرابُهُمُ فِيهَا الحَمِيمُ إِذَا سُقُوا .. .. يُقطِّعُ أمعاءً كَظُهْرِ المُذَمَّمِ
.
لِبَاسُهُمُ القِطْرانُ أََقْبَحُ مَلْبَسٍ .. .. تُحَلُّ بِهِ الأَعْضَاءُ مِنْ كُلِّ مِعْصَمِ
.
يُقَلَّبُ طَوْرًا بِالحَمِيمِ مُسَجَّرًا .. .. وَيُسْحَبُ أُخْرَى لِلْقَفَا وَالمُقَدَّمِ
.
بِمَاءٍ حَمِيمٍ يَسْلَخُ الجِلدَ حَرُّهُ .. .. تَذُوبُ بِهِ أَكْبَادُ أَهْلِ التَّنَعُّمِ
.
فَيَا رَبِّ يَا رَحْمَنُ يَا مُبْدِعَ الوَرَى .. .. وَيـَا مَنْ أَذَنْتَ الفَجرَ مِنْ بَعدِ مُظْلِمِ
.
وَيَا مَنْ هَدَيْتَ الحَائِرِينَ لِمَهْيَعٍ .. .. فَأَصْبَحَ حَقًّا بَيِّنًا ذَا تَقَدُّمِ
.
وَيـَا مَنْ حَمَلْتَ العَبْدَ نُوحًا بِفُلْكِهِ .. .. وَنَجَّيْتَهُ يَومَ العـَذَابِ المُعَمَّمِ
.
وَيَا مَنْ جَعَلْتَ النَّارَ بَرْدًا مُخَفَّفَا .. .. عَلَى العَبدِ إِبراهيمَ غَيظاً لِمُجْرِمِ
.
رَدَدتَ على يَعقوبَ نَسْلا مُحَبَّبَا .. .. ونَجَّيْتَهُ مِن كَيدِ أَهلِ التَّجَهُّمِ
.
ويَا مَن سمِعتَ العبدَ ذا النونِ إذْ دَعا.. .. وأخْرَجتَهُ مِن بطنِ حُوتٍ بِمُظْلِمٍ
.
ويا مَن جَعلتَ البحرَ يُبْسًا مُقَسَّمَا .. .. طَرائِقَ للعَبْدِ الرَّسولِ المُكلَّمِ
.
ويا مَن وَهَبتَ العبدَ أيوبَ صِحَّةً .. .. وَأَهلاً على طُولِ الأَذَى والتَّأَلُّمِ
.
ويا مَن رَفعتَ العبدَ عيسى إلى السَّمَا .. .. ونَجَّيْتَهُ مِن بَغْيِ بَاغٍ ومُجْرِمِ
.
وَفضَّلتَ خَيرَ الرُسْلِ عَن كُلِّ مُرسَلٍ .. .. وأَعْلَيْتَهُ فوقَ البِناءِ المُصَمَّمِ
.
وأَعطَيتَهُ القرآنَ ذِكرًا مُهيمِنَا .. .. على كُلِّ ذِكرٍ في الزمانِ المُقدَّمِ
.
أَجِرْنِي أَيَا رَبّاهُ مِن شرِّ حَرِّها .. .. وهَبْ لي نجاةً بعد وِرْدٍ مُحَتَّمَ
.
وهَبْ لِي ثباتاً بعدما قَد هَدَيتَنِي .. .. على الحقِّ حتى يَسْتُرَ القبرُ أَعْظُمِي
.
تُبَيِّضُ وَجهِي يومَ تَبْيَضُّ أَوجُهٌ .. .. وتُعطِي كِتابِي باليمينِ المُكَرَّمِ
.
وَتَرْفَعُ في الفِردَوسِ يا رَبِّ رُتبَتِي .. .. بِفَضلِكَ يا أَهْلَ الغِنَى والتَكَرُّمِ "