إجاباتٌ نبويةٌ عن نحوِ ثلاثينَ شُبهةٍ خَارجيةٍ

إجاباتٌ نبويةٌ عن نحوِ ثلاثينَ شُبهةٍ خَارجيةٍ: ( الحلقة الأولى )
_______________________________________________
1 - إن قالوا:
هذا الحاكم ظالمٌ عاصٍ :
...............................
فالجواب:
* عن عوف بن مالك الأشجعى قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: « ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصيةِ اللهِ فليكرَه ما يأتِي من معصِية اللهِ ولا ينزِعنّ يداً مِن طاعةٍ».
أخرجه مسلم (1855).
* وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : قُلنا يا رسولَ اللهِ : لا نسألُك عن طاعةِ من اتّقى، ولكنْ من فعلَ وفعلَ ـ فذكرَ الشّر ـ ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ: ( اتقُوا اللهَ واسمعُوا وأطِيعُوا )
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1069)، وصححه الألباني.
_______________________________________________
2 - فإن قالوا:
لقد شاع الفساد وظهرت المنكرات :
...............................................
فالجواب:
عن عبد الله ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( إنها ستكونُ بعدي أثرةٌ وأمورٌ تُنكرونَها قالُوا : يا رسولَ اللهِ ، فما تأمُرنا قال : تُؤدونِ الحقَّ الذِي عليكُم ، وتسألونَ اللهَ الذِي لكُم ))».
أخرجه البخاري (3603)، ومسلم (1843).
_______________________________________________
3 - فإن قالوا:
لا يصلي الصلاة مع الجماعة، ولا يصليها في وقتها المختار :
.............................................................................
فالجواب:
عن أبى ذرٍ قال: ' قال لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "كيفَ أنتَ إذا كانَت عليكَ أُمراءُ يُؤخرونَ الصلاةَ عن وقتِها، أو يُميتونَ الصّلاةَ عن وقتِها؟" قال قُلت: فما تأمُرني؟ قال "صلّ الصلاةَ لوَقتِها. فان أدركتَها معهُم فصلِ. فانّها لك نافلة".». ... أخرجه مسلم (648).
_______________________________________________
4 - فإن قالوا:
ترجَّحَ لنا أنه كافر :
_______________
فالجواب:
عن جنادة بن أبى أمية قال: دخَلنا على عُبادة بن الصَّامتِ وهُو مريضٌ فقلنَا: حدّثنا أصْلحكَ اللهُ بحديثٍ ينفعُ اللهُ بهِ سَمِعتَهُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقالَ: دعانا النبيُّّ صلَّى اللهِ عليهِ وسلمَ فبايعناهُ، فقالَ فيمَا أخذَ علينَا أن بايعنَا علَى السّمعِ والطَّاعةِ في مَنشطِنا ومَكرهِنا وعُسرنا ويُسرنا، وأثرهٍ علَينا وأن لاَ نُنازعَ الأمْرَ أهلَهُ: ((إلا أنْ تروا كفراً بواحاً عندكُم من اللهِ فيهِ بُرهَان))».
أخرجه البخاري (7055)، ومسلم (1709).
_______________________________________________
5 - فإن قالوا:
إنه أخذ أموال الدولة واستأثر بها لنفسه وأسرته :
...............................................................
فالجواب:
عن أسيد بن حضير : أن رجلاً أتى النبىَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقالَ: يارسولَ اللهِ :"استعملتَ فلاناً ولم تَستعمِلنِي قالَ: ((إنّكُم سَتروْنَ بعدِي أَثرةٌ، فاصبِرُوا حتَّى تلقَوْنِي))"». أخرجه البخاري (7057)، ومسلم (1845).
وعن أنسٍ أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ قَالَ لَهُمْ: «فإنَّكم ستجِدونَ بعدِي أثرةٌ شديدةٌ فاصبرُوا حتَّى تلقَوا اللهَ ورسولَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم علَى الحّوضِ » قال أنس فلم نصبر.
أخرجه البخاري (3147)، ومسلم (1059).
وقوله: (أثرة شديدة) فيها لغتان أحداهما ضم الهمزة وإسكان الثاء وأصحهما وأشهرهما بفتحهما جميعآ والأثرة الاستئثار بالمشترك أي يستأثر عليكم ويفضل عليكم غيركم بغير حق.
_______________________________________________
6 - فإن قالوا:
نطالب بحقوقنا :
.....................
فالجواب:
عن علقمة بن وائل الحضرمىّ ، عن أبيه قالَ: : سألَ سلمةُ بن يزيدٍ الجعفيّ رضيَ اللهُ عنهُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقالَ : يا نبيَّ اللهِ أرأيتَ إن قامتْ علينا أُمراءُ يسألُونا حقَّهم ويمنعُونا حقَّنا ، فما تأمُرنا ؟ فأعرَض عنهُ ، ثم سألهُ فأعرَض عنهُ ، ثم سأَلهُ في الثانيةِ أو في الثالثةِ فجذبَهُ الأشعثُ بنُ قيسٍ ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :
( اسمعُوا وأطِيعُوا ، فإنَّما عليهِم ما حُمِلُوا ، وعليكُم ما حُمِلتُم )».
أخرجه مسلم (1846).
______________________________________________
7 - فإن قالوا:
ولّيناه من أجل إصلاح الأوضاع وزيادة المرتبات فلما يفعل نخلعه :
...................................................................................
فالجواب:
عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ثلاثةٌ لا يُكلمهمُ اللهُ ولا ينظرُ إليهِم يومَ القيامةِ ولا يُزكيهم ولهُم عذابٌ أليمٌ: رجلٌ على فضْلِ ماءٍ بالفَلاةِ يمنعُه من ابنِ السَّبيل، ورجلٌ بايعَ رجلاً بسِلعة بعدَ العَصر فحلفَ لهُ باللهِ لأعطي بها كذا وكذا فصدَّقهُ وهو علَى غيرِ ذلكَ، ورجلٌ بايعَ إمامًا لا يُبايعه إلاّ للدُنيا فإنْ أعطَاهُ منها وفَّى وإنْ لم يُعطِه منها لم يفِ». ...أخرجه البخاري (2358)، ومسلم (108).
_______________________________________________
8 - فإن قالوا:
إنه اعتدى علينا فأخذ أموالنا، وضربنا، وعرقل معاملاتنا :
.....................................................................
فالجواب:
قَالَ حُذَيفَةُ: إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسأَلونَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلمَ عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنتُ أَسأَلُهُ عَن الشرِّ، فَأحْدَقهُ القَومُ بِأَبصَارِهِم، فقالَ: إِنِّي أَرى الَّذي تُنكِرُون، إِنِّي قُلتُ: يارسول اللّه، أرأيت هذا الخير الذي أعطانا اللّه تعالى أيكون بعده شرٌ كما كان قبله؟ قال: "نعم" قلتُ: فما العِصمةُ من ذلكَ ؟ قالَ: "السيفُ» قُلْتُ: يَا رسولَ اللَّه، ثُم ماذَا يَكون؟ قالَ: «إِن كَانَ للَّهِ خلِيفةٌ في الْأَرضِ فَضَربَ ظَهركَ، وَأَخذَ مالكَ، فَأَطعهُ، وَإِلّا فَمُتْ، وأَنتَ عاضٌّ بِجِذْلِ شَجرةٍ».
أخرجه أبو داود (4244)، وحسنه الألباني.
عَنْ سُوَيد بْنِ غَفَلة ، قَال : قَال لِي مرُ : يا أبا أمية إني لا أدري لعلى لا ألقاك بعد عامي هذا، فإن أُمِّر عليك عبد حبشي مجدع، فاسمع له وأطع، وإن ضربك فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن أراد أمراً ينقض دينك فقل: سمعاً وطاعة، ودمي دون ديني، ولا تفارق الجماعة .
أخرجه ابن أبي شيبة (34400)، ت. عوامة. وسنده صحيح.
_______________________________________________
9 - فإن قالوا:
إنه أخرجنا من بيوتنا :
.............................
فالجواب:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ:أتاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلمَ وأنا في مسجدِ المدينةِ فضربنِي برِجله، وقالَ: ألا أراكَ نائماً فيه، فقُلت: يا رسولَ اللهِ غلبتني عيني، قال: كيفَ تصنعُ اذا أُخرجت مِنه، فقلتُ: آتى الشام الأرضُ المقدسةُ المُباركةُ، قالَ: كيفَ تصنعُ اذا أُخرجْتَ منهُ؟ قالَ: ما أصنعُ أضربُ بسَيفِي يا رسولَ اللهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ: ألا أدُلُكَ على خيرٍ من ذلكَ وأقربَ رُشداً (قالها مرتين)؟ تَسمعْ وتُطيع وتُساق كيفَ ساقُوك».
أخرجه أحمد (21382)، وحسنه الألباني.
_______________________________________________
10 - فإن قالوا:
هذا في الخلفاء الصالحين، أما هؤلاء فشياطين :
................................................................
فالجواب:
قال حذيفة بن اليمان : قُلْتُ:،يا رسولَ اللهِ إنّا كُنا بشرٍ فجاءَ اللهُ بخير فنحنُ فيهِ فهل من ورَاء هذا الخَير شرٌ قالَ : نعم قُلت : هل وراءَ ذلكَ الشَّر خير ؟ قال : نعم قُلت : فهل وراءَ ذلكَ الخير شر ؟ قالَ نعم قُلت : كيف قال : يكونُ بعدي أئمةٌ لا يهتدُون بهُدايَ ولا يستنُونَ بسُنتِي وسيقُوم فِيهم رجالٌ قُلوبهم قُلوبُ الشّياطينِ في جُثمانِ إنس قالَ : قُلت كيفَ أصنعُ يا رسولَ اللهِ إن أدركتُ ذلكَ قالَ : تسمعْ وتُطيع للأمِير وإن ضُرِب ظهرُك وأُخِذ مالُك فاسمعْ وأطِع».....أخرجه مسلم (1847).
________________________________________________________________
11 - فإن قالوا:
إننا نكره هذا الحاكم ويكرهنا :
......................................
فالجواب:
عن عوف بن مالك الأشجعىّ ، يَقُولُ: سمعت رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ يقولُ: « خيارُ أئمتكم الذين تُحبونهم ويُحبونكم ، وتُصَلُون عليهِم ويُصلونَ عليكُم، وشِرار أئمتكُم الذينَ تُبغضونَهم ويُبغضونَكُم ، وتلعنُونهم ويلعنُونكم!)) قال : قُلنا : أي رسول الله، أفلا نُنابِذُهم؟ قالَ: لا ، ما أقامُوا فيكمُ الصّلاةَ، لا، ما أقامُوا فيكمُ الصلاةَ »... أخرجه مسلم (1855).
_______________________________________________
12 - فإن قالوا:
نحن أفضل منه :
.....................
فالجواب:
عن أبى الدرداء قال: أوصانى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسعٍ:
«لا تشرك بالله شيئاً وإن قطِّعْتَ أو حُرِّقْتَ , ولا تتركنَّ الصلاة المكتوبة متعمداً ؛ ومن تركها متعمداً برئت منه الذمة , ولا تشربنّ الخمر ؛ فإنّها مفتاحُ كل شر , وأطِع والداك وإن أمَراك أن تخرج من دُنياك ؛ فاخرُج لهُما , ولا تُنازعنّ وُلاةَ الأمر , وإن رأيتَ أنك أنت , ولا تفرِرْ من الزّحف ؛ وإن هلكت وفرَّ أصحابك , وأنفِق من طَوْلك على أهلِك , ولا ترفعْ عصاكَ على أهلكَ وأخفهم في الله عز وجل».
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (18)، وحسنه الألباني.
_______________________________________________
13 - فإن قالوا:
هذا ليس قرشيآ ولا هاشميآ، أو: هذا ليس من بلادنا :
.......................................................................
فالجواب:
قال العرباض: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، ثم أقبل علينا ، فوعظنا موعظةً بليغةً ، ذرفت منها العُيون ، ووجِلت منها القُلوب . فقال قائل : يا رسولَ الله ! كأنّ هذه موعظةُ مودعٍ ، فما تعهد إليها ؟ فقال : أُوصيكم بتقوى اللهِ والسمعِ والطّاعة وإن عبدا حبشياً ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة».
أخرجه أبو داود (4607) وصححه الشيخان.
_______________________________________________
14 - فإن قالوا:
هذا ليس شخصية بارزة ولا نحب أن يمثلنا أمام العالم :
.........................................................................
فالجواب:
عن أبى ذرٍ قال:: «إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشيا مجدع الأطراف».......أخرجه مسلم (1837).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة»...... أخرجه البخاري (7142).
_______________________________________________
15 - فإن قالوا:
قد كثر الرؤساء والملوك فلم يعد هناك خليفة جامع :
.....................................................................
فالجواب:
عن أبى هريرة رضى الله عنه ن عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا: فما تأمرنا ؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ».
أخرجه البخاري (3455)، ومسلم (1842).

ليست هناك تعليقات